إصدارة Python 3.2 وصلت

أطلقت النسخة 3.2 من لغة البرمجة مفتوحة المصدر "Python" تركز هذه النسخة على تعزيز ثبات خط الإصدار الثالث من خلال تطوير الوحدات (Modules) في المكتبة القياسية دون المساس بتراكيب الجمل البرمجية.

يأتي هذا الإصدار المنتظر بعدة مميزات جديدة إضافة إلى معالجة العديد من العلل.

تكمن أحد أهم المميزات الجديدة في تحسين آلية تسلسل تنفيذ خيوط الأوامر البرمجية المتزامنة (Concurrently Running Threads) حيث قام المطورون بإعادة كتابة قفل المفسر العام (GIL) وهذا من شأنه أن يذلل الكثير من العوائق التي تحول دون تطبيق برمجيات متوازية الحوسبة (Parallel Computing) في الأنظمة ذات المعالجات متعددة النوى (Multi-Core Processors).

إضافة إلى العديد من التحسينات والخصائص الأخرى، مثل توسيع حزمة معالجة البريد من خلال تطوير وحدة "mailbox" التي غدت تدعم الرسائل بقياس البايت (Byte) وتحسين وحدة "SSL" التي تدعم برتوكول طبقة المقابس الآمنة وغيرها الكثير من التحسينات التي لا أستطيع أن آتي على ذكرها في هذه العجالة.

يذكر أنه أوقف تحديث نسخ خط الإصدار الثاني بخصائص جديدة بدأً من النسخة 2.7 فكل التحديثات ستكون في إطار تصحيح العلل والأخطاء لا أكثر.

نموذج طرح ويكيبيديا المبهر

يعتقد الكثير من الفلاسفة والمفكرين بعدم وجود حقيقة مطلقة يتفق عليها جميع الناس، فما يعتقد أحد أنه صحيح لا بد أن يخالفه فيه آخر، ولذلك فالصح والخطأ والحقيقة والزيف هي أحكام نسبية ترجع لوجهة نظر مطلقها. ما أعتقده شخصياً أنه عادة ما توجد حقيقة مطلقة ولكن يندر أن يتفق الناس عليها لجهلٍ أو تعصبٍ أو سوء حكم أو غيرها من الأسباب. وهذه نقطة نشوء الخلافات بين الناس بدأً من اختلاف وجهات النظر انتهاءً بالحروب والأزمات. فحتى لو كان الشخص على حق منطقياً، سيجد من يخالفه (ربما بدون منطق!) فلو قال أحدهم 1+1=2 لا أستبعد ولا يوجد ما يمنع آخر أن يقول 1+1=0 هذه حرية رأي! (وقد يكون على حق وإن بدا لك الأمر غريباً وغير منطقي) ولهذا السبب قلما توجد نصوص تتناول قضايا ذات وجهات نظر كالسرد التاريخي مثلاً قلما تجدها وقد اتفق الناس عليها باختلاف مناهجهم ومشاربهم.

هنا يأتي حديثي عن ويكيبيديا الموسوعة الحرة حيث أرى أنها قد حققت ما عجز الفلاسفة والكتاب والمفكرون أن يحققوه منذ آلاف السنين، وذلك لأنها قد قدمت نموذج فريد في طرح الأفكار ووجهات النظر حتى كادت تحقق مفهوم الحقيقة المطلقة التي يتفق عليها جميع الناس. مبدأ ويكيبيديا في ذلك بسيط للغاية فهي تقوم بسرد الآراء ووجهات النظر مرفقةً بأدلتها التي يحتج بها أصحابها تقوم بسردها أينما وجد الخلاف دون ترجيح أحدها على الآخر مما يجبر جميع المتخالفين في القضية بالإقرار بصحة ما ورد في نص المقالة، فإن المخالف لا ينكر حقيقة أن مخالفه قد خالفه القول ولكنه ينكر صحة قوله، فلو أخذنا مثالنا السابق فنقول أن زيداً قال أن 1+1=2 وستدل على ذلك بكلام الخوارزمي في كتاب الجبر والمقابلة ولكن عمرو يخالفه قائلاً بأن 1+1=0 ولم يورد أدلةً لتأكيد رأيه حتى الآن. فهذا النص لن يختلف عليه لا زيد ولا عمرو وذلك لأنه يسرد رأييهما دون أن يرجح أحدهما على الآخر فترك بذلك الحكم بيد القارئ الذي سيبدو له الحق جلياً في أغلب الأحيان. هذا مثال مبسط جداً لما يحدث في ويكيبيديا.

نموذج الطرح هذا كفيل بحل الكثير من النزاعات إذا طبق في ميادين أخرى.

أرجو ملاحظة أنني لا أمتدح ويكيبيديا بنفسها هنا، بل أمتدح أسلوب السرد هذا الذي - كما ذكرت - أراه صالحاً للتطبيق في كثير من ميادين أخرى، وإن كانت هناك عيوب في حتى في هذا الأسلوب ظهرت جليةً في ويكيبيديا، قد أتناول ذلك في تدوينة أخرى إن شاء الله.

ما رأيكم؟